الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَإِنۡ خِفۡتُمۡ شِقَاقَ بَيۡنِهِمَا فَٱبۡعَثُواْ حَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهِۦ وَحَكَمٗا مِّنۡ أَهۡلِهَآ إِن يُرِيدَآ إِصۡلَٰحٗا يُوَفِّقِ ٱللَّهُ بَيۡنَهُمَآۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرٗا} (35)

{ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا } أي خلافاً بين الزوجين ، { فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ } يتوسطون ، { إِن يُرِيدَآ إِصْلاَحاً } يعني الزوجين وقيل : الحكمين ، { يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَآ } بالصلاح والإلفة ، { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً } .

وعن عبيدة السلماني قال : جاء رجل وامرأة علياً ( عليه السلام ) ، مع كل واحد منهما قيام من النّاس ، فقال عليٌّ : " ما شأن هذين ؟ " . قالوا : وقع بينهما شقاق . قال عليٌّ : { فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَآ } . قال : فبعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ، فقال عليٌ للحكمين : " هل تدريان ما عليكما ؟ إنّ عليكما إنْ رأيتما أن يُجمعا جمعتما ، وإن رأيتما أن يُفرّقا فرقتما " ، قالت المرأة : رضيت بكتاب الله بما عليّ فيه ولي ، فقال الرجل : أمّا الفرقة فلا ، قال عليٌ : " كذبت والله ، لا تنقلب منّي حتى تقرّ بما أقرّت به " .