جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{مَا جَعَلَ ٱللَّهُ مِنۢ بَحِيرَةٖ وَلَا سَآئِبَةٖ وَلَا وَصِيلَةٖ وَلَا حَامٖ وَلَٰكِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۖ وَأَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ} (103)

{ ما{[1331]} جعل الله من بحيرة } أي{[1332]} ما شرع ذلك ولا أمر بالتبحير ، فلا يطلب غلا مفعولا واحدا أو من زائدة ، وهي ناقة ولدت خمسة أبطن بحروا أي : شقوا أذنها وتركوا الحمل ، والركوب عليها ، { ولا سائبة } : هي ناقة لا تركب ، ولا تحبس عن كلاء وماء لنذر صاحبها إن حصل ما أراد من شفاء المريض ، أو غيره أنها سائبة ، { ولا وصيلة } : الشاة إذا نتجت سبعة أبطن نظر إن كان السابع ميتا فهو للرجال دون النساء ، وإن كان ذكرا فهو مذبوح للرجال ، وإن كان أنثى تركوها فلم يذبح ، وإن كان ذكرا وأنثى خلوا الذكر أيضا من أجل أنثى ، وقالوا : وصلت أخاها ولبنها للرجال { ولا حام } : هو الفحل إذا نتج من صلبه عشرة أبطن قالوا : قد حمى ظهره فلا يحمل عليه ، وقد قيل في تفسير كل واحد غير ما نقلنا ، { ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب } : في تحريمهم هذه الأنعام ، { وأكثرهم لا يعقلون } : جهلة كالأنعام ، بل هم أضل أو أكثرهم مقلدون لرؤسائهم لا يعرفون أن ذلك افتراء منهم .


[1331]:لما نهى عن بعض الأسئلة وأمر بالاكتفاء بما أمرهم علم منه بطريق الأولى عدم جواز اختراع شرع من عند أنفسهم فقال: (ما جعل الله) الآية/12 وجيز.
[1332]:قال النحاة: إن جعل يجيء بمعنى خلق وألقى وصير بمعنى أخذ في الفعل وبمعنى سمى، وأما جعل بمعنى شرع وسن فلم يسمع، والحمل على ما سمع أولى وأحرى/12 وجيز.