( ولا تهنوا ولا تحزنوا ) : عزاهم وسلاهم لما نالهم يوم أحد من القتل والجراح ، وحثهم على قتال عدوهم . ونهاهم عن العجز والفشل ، والمعنى لا تضعفوا عن الجهاد ولا تحزنوا على من قتل منكم لأنهم في الجنة .
ثم بين لهم انهم الأعلون على عدوهم بالنصر والظفر فقال : ( وأنتم الأعلون ) جمع أعلى والأصل أعليون هي جملة حالية أي والحال أنكم الأعلون عليهم وعلى غيرهم بعد هذه الوقعة ، وقد صدق الله وعده فإن النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة أحد ظفر بعدوه في جميع وقعاته ، وقيل المعنى وأنتم الأعلون عليهم بما أصبتم منهم في يوم بدر فإنه أكثر مما أصابوا منكم اليوم .
أخرج ابن جرير وغيره عن ابن جريج قال : انهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب يوم أحد ، فسألوا ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وما فعل فلان ، فنعى بعضهم لبعض ، وتحدثوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل ، فكانوا في هم وحزن ، فبينما هم كذلك علا خالد بن الوليد بخيل المشركين فوقعهم على الجبل ، وكانوا على إحدى جنبتي المشركين وهم أسفل من الشعب ، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم فرحوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم لا قوة لنا إلا بك و ليس أحد يعبدك في هذا البلد غير هؤلاء فلا تهلكهم ، و ثاب تفر من المسلمين رماة فصعدوا فرموا خيل المشركين حتى هزمهم الله . وعلا المسلمون الجبل فذلك قوله ( وانتم الأعلون ) وقال الضحاك أتنم الغالبون ( إن كنتم مؤمنين ) أي مصدقين بأن ناصركم هو الله تعالى فصدقوا بذلك فإنه حق وصدق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.