الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمِنۡهُم مَّن يَسۡتَمِعُ إِلَيۡكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنۡ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًاۚ أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡ} (16)

وقوله سبحانه : { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ } يعني بذلك : المنافقين { حتى إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ العلم مَاذَا قَالَ آنِفاً } ؛ عَلَى جِهَةِ الاسْتِخْفَاف ، ومنهم مَنْ يقوله جهالةً ونسياناً ، و{ آنِفاً } معناه : مبتدئاً ، كأَنَّه قال : ما القولُ الذي أأتنفه الآنَ قَبْلَ انفصالنا عَنْهُ ، والمفسِّرون يقولون : { آنِفاً } معناه : الساعةَ الماضيةَ ، وهذا تفسيرٌ بالمعنى .

( ت ) : وقال الثعلبيُّ : { آنِفاً } أي : الآنَ ، وأصله الابتداء ، قال أبو حَيَّان : { آنِفاً } بالمدِّ والقَصْرِ : اسمُ فاعِل ، والمُسْتَعْمَلُ من فعله : ائتنفت ، ومعنى : { آنِفاً } مبتدئاً ، فهو منصوبٌ على الحال ، وأعربه الزَّمْخَشْرِيُّ ظَرْفاً ، أي : الساعةَ ، قال أبو حَيَّان : ولا أعلم أحداً من النحاة عَدَّه مِنَ الظُّرُوفِ ، انتهى . وقال العِرَاقِيُّ : { آنِفاً } أي : الساعة .