{ زين للذين كفروا الحياة الدنيا ويسخرون من الذين آمنوا والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة } خلق الله تعالى الكون وأودعه زينة وجمالا وبهجة وزخرفا فأما البررة العقلاء السعداء فإنهم يستمتعون بالزينة الطيبة الحلال ويترقبون أبرك وأدوم منها حيث يردون على مولانا ذي الإكرام الجلال لكن الكفرة والفجرة الأشقياء تستعبدهم الشهوات والزخارف والأهواء حتى يظنوا أنها مخلدتهم ويحسبوا أنه لا بعث ولا جزاء .
{ ويسخرون من الذين آمنوا } جملة في موقع الحال فهم مع كونهم لا يرجحون لقاء الله يهزؤون ممن اهتدى بهداه وقد فصل تمادي المستهزئين في آيات من كتاب الله : { إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فاكهين . وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون }{[657]} . بل لقد سخروا -عليهم لعنة الله- من صفوة البشر محمد خاتم الأنبياء كما أخبره مولاه جل علاه { وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا . . }{[658]} .
{ والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة } إما بالمكان وذلك لأنهم يكونون في عليين والكفار والذين أجرموا في سجين ، وإما بالرتبة فإن المتقين في جنات ونهر { في مقعد صدق عند مليك مقتدر }{[659]} . والذين كفروا في الذل والخزي والعذاب المهين { . . ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }{[660]} .
{ والله يرزق من يشاء بغير حساب } يرزق من يشاء من مؤمن وكافر بغير حساب يكون لأحد عليه ولا مطالبة ، ولا سؤال سائل ، فالأمر أمره والحكم حكمه ولا يسأل عما يفعل . . ويحتمل أن يخص الرزق في الآية بالمؤمنين في الآخرة وعلى هذا يكون معنى { بغير حساب } أي رزقا واسعا وغذاء لا فناء له ولا انقطاع ولا حصر كقوله : { . . . يرزقون فيها بغير حساب }{[661]}- {[662]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.