فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ} (273)

{ التعفف } ترك الشيء مع القدرة على غشيانه .

{ سيماهم } علامتهم .

{ إلحافا } إلحاحا .

{ للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا } من مصارف الصدقات التي يعظم أجرها إعطاء الفقراء الذين منعوا من السعي في طلب الرزق كالذين انقطعوا للعلم والجهاد فهم لا يتيسر لهم التنقل في البلاد بحثا عما يسد حاجتهم وهم مع عوزهم يتركون سؤال الغير وإن سألوا كنوا وتلطفوا ولم يلحوا وإن علامات الضر والمسكنة لترى في وجوههم لكنهم يتجملون بالصبر ويترقبون من الله تعالى كشف الضر وهؤلاء هم المساكين على الحقيقة فقد روى البخاري وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف اقرءوا إن شئتم يعني قوله { لا يسألون الناس إلحافا } ) . وفي رواية أخرجها عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليس المسكين بهذا الطواف التي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان والأكلة والأكلتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا ) . { وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم }- فيه أن ثواب هذا الإنفاق الذي هو أعظم المصارف لا يكتنه كنهه فلذلك وكل إلى علم الله تعالى . . . ثم أرشد في خاتمة الآيات إلى أكمل وجوه الإنفاقات بقوله { الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون } .