الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} (18)

{ وأنذرهم يوم الآزفة } خوفهم بيوم القيامة والآزفة القريبة { إذ القلوب لدى الحناجر } وذلك أن القلوب ترتفع من الفزع إلى الحناجر { كاظمين } ممتلئين غما وخوفا وحزنا { ما للظالمين } أي الكافرين { من حميم } قريب { ولا شفيع يطاع } فيشفع فيهم

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡأٓزِفَةِ إِذِ ٱلۡقُلُوبُ لَدَى ٱلۡحَنَاجِرِ كَٰظِمِينَۚ مَا لِلظَّـٰلِمِينَ مِنۡ حَمِيمٖ وَلَا شَفِيعٖ يُطَاعُ} (18)

قوله : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآَزِفَةِ } { يَومَ } مفعول به ، أو ظرف . و { الْآَزِفَةِ } بمعنى القريبة من أزف الشيء أي قرب{[4012]} والمراد بالآزفة : القيامة ، سميت بذلك لقربها . وأزفت الآزفة أي قربت الساعة . وقيل : المراد بالآزفة يوم حضور الموت . والمعنى الأول أظهر وأولى بالصواب . وحين تقوم الساعة تضطرب القلوب وتذل النواصي ويشيب من فرط الهول الولدان .

ويأتي وصف الرحمن للساعة على أكمل وأروع ما يكون عليه البيان المؤثر النافذ إلى أعماق القلوب وذلك في قوله : { إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ } { كَاظِمِينَ } ، منصوب على الحال ؛ أي مغمومين مكروبين ممتلئين غمّا . والمعنى : أن قلوب الظالمين الخاسرين يوم القيامة تزول عن مواضعها من شدة الخوف ومن فظاعة المشهد المرعب حتى تصير إلى الحناجر . ومفردها حنجرة . وقيل : إن ذلك إخبار عن فظاعة الخوف ونهاية الشدة والذعر .

قوله : { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } الحميم ، القريب المحب أي ليس للخاسرين يوم القيامة حيث الفزع والإياس واشتداد الهول ، من قريب مشفق محب ينفعهم ، ولا ذو شفاعة يطاع في شفاعته لهم .


[4012]:الدر المصون ج 9 ص 466