الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا} (2)

أَفْوَاجاً } جماعات كثيفة كانت تدخل فيه القبيلة بأسرها ، بعد ما كانوا يدخلون فيه واحداً واحداً ، واثنين اثنين . وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أنه بكى ذات يوم ، فقيل له ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " دخل الناس في دين الله أفواجا ، وسيخرجون منه أفواجا " ، وقيل : أراد بالناس أهل اليمن . وقال أبو هريرة : لما نزلت ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح ، وجاء أهل اليمن : قوم رقيقة قلوبهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية " ، وقال : " أجد نفير ربكم من قبل اليمن " ، وعن الحسن : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أقبلت العرب بعضها على بعض ، فقالوا : أما إذ ظفر بأهل الحرم فليس به يدان ، وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل ، وعن كل من أرادهم ، فكانوا يدخلون في الإسلام أفواجاً من غير قتال . وقرأ ابن عباس : ( فتح الله والنصر ) . وقرىء : «يدخلون » على البناء للمفعول .

فإن قلت : ما محل يدخلون ؟ قلت : النصب إما على الحال ، على أن رأيت بمعنى أبصرت ، أو عرفت . أو هو مفعول ثانٍ على أنه بمعنى علمت .