الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ} (1)

مقدمة السورة:

مكية ، وقيل : مدنية ، وآياتها أربع .

{ هُوَ } ضمير الشأن ، و { الله أَحَدٌ } هو الشأن ، كقولك : هو زيد منطلق ، كأنه قيل : الشأن هذا ، وهو أن الله واحد لا ثاني له .

فإن قلت : ما محل هو ؟ قلت : الرفع على الابتداء ، والخبر الجملة .

فإن قلت : فالجملة الواقعة خبراً لا بد فيها من راجع إلى المبتدأ ، فأين الراجع ؟ قلت : حكم هذه الجملة حكم المفرد في قولك : «زيد غلامك » في أنه هو المبتدأ في المعنى ، وذلك أن قوله : { الله أَحَدٌ } هو الشأن الذي هو عبارة عنه ، وليس كذلك «زيد أبوه منطلق » ، فإن زيداً والجملة يدلان على معنيين مختلفين ، فلا بد مما يصل بينهما .

وعن ابن عباس : قالت قريش : يا محمد ، صف لنا ربك الذي تدعونا إليه ، فنزلت : يعني : الذي سألتموني وصفه هو الله ، وأحد : بدل من قوله ، «الله » . أو على هو أحد ، وهو بمعنى واحد ، وأصله وحد .

وقرأ عبد الله وأبيّ : «هو الله أحد » بغير { قُلْ } ، وفي قراءة النبي صلى الله عليه وسلم : «الله أحد » بغير { قُلْ هُوَ } ، وقال من قرأ : الله أحد ، كان بعدل القرآن . وقرأ الأعمش : «قل هو الله الواحد » ، وقرىء : «أحدُ الله » بغير تنوين : أسقط لملاقاته لام التعريف ، ونحوه :

وَلاَ ذَاكِر اللَّهِ إلاّ قَلِيلاً ***

والجيد هو التنوين ، وكسره لالتقاء الساكنين .