الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا} (2)

{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً } زمراً وأرسالا ، القبيلة بأسّرها ، والقوم بأجمعهم من غير قتال .

قال الحسن : لمّا فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قالت العرب بعضها لبعض : أما إذ ظفر محمد بأهل الحرم ، وقد كان الله سبحانه أجارهم من أصحاب الفيل ، فليس لكم به يدان ، فكانوا يدخلون في دين الله أفواجاً ، وقال عكرمة ومقاتل : أراد بالناس أهل اليمن ، قال ابن عباس وأبو هريرة : " لما نزلت هذه السورة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر ، جاء نصر الله والفتح " ، وجاء أهل اليمن ، قوم رقيقة قلوبهم ، لينة طاعتهم ، الإيمان يمان ، والفقه يمان ، والحكمة يمانية .

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شبنة قال : حدّثنا محمد بن مصفر قال : حدّثنا بقيّة بن الوليد قال : حدّثنا الأوزاعي قال : حدّثنا شدّاد أبو عمار قال : حدّثني جار لجابر قال : غدا جابر ليسلم عليّ فجعل يسألني عن حال الناس ، فجعلت أخبره نحواً مما رأيت من اختلافهم وفرقتهم ، فجعلت أخبره وهو يبكي ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الناس دخلوا في دين الله أفواجاً ، وسيخرجون من دين الله أفواجاً " .