تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (24)

{ ولقد همت به } يعني : ما أرادته حين اضطجعت له { وهم بها } يعني : حل سراويله { لولا أن رأى برهان ربه } قال مجاهد : مثل له يعقوب فاستحيى منه ، فصرف الله عنه وأذهب كل شهوة كانت في مفاصله{[513]} .

قال الله : { كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء . . . } الآية ، فولى هاربا واتبعته .


[513]:واختار الشيخ القرطبي أن الهم الذي هم به سيدنا يوسف – عليه السلام – ما يخطر في النفس ولا يثبت في الصدر، وهو الذي دفع الله فيه المؤاخذة على الخلق، إذ لا قدرة للمكلف على دفعه ويكون قوله: "وما أبرئ نفسي" إن كان من قول سيدنا يوسف – عليه السلام – أي من هذا الهم، ويكون ذلك منه على طريق التواضع والاعتراف لمخالفة لما زكى به قبل وبرئ، وقد أخبر الله تعالى صدق، ووصفه صحيح، وكلامه حق، فقد عمل يوسف بما علمه الله من تحريم الزنى، ومقدماته، وخيانة السيد والجار والأجنبي في أهله، فما تعرض لامرأة العزيز، ولا أجاب إلى المراودة، بل أدبر عنها وفر منها، حكمة خص بها، وعملا بمقتضى ما علمه الله. انظر / تفسير الطبري (5/3397).