المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (24)

تفسير الألفاظ :

{ ولقد همت به وهم بها } أي قصدت مخالطته وقصد هو مخالطتها . والهم بالشيء قصده والعزم عليه . والمراد بهم يوسف منازعة الشهوة إياه لا القصد الاختياري ، وهذا لا يدخل تحت التكليف قط ، بل يثاب المرء على الامتناع عن مجاراته وهذا لا يقدح في يوسف فإنه عام في جميع الناس وإنما يتفاضلون في ضبط نفوسهم وكف رعوناتها . { لولا أن رأى برهان ربه } هنا جواب الشرط محذوف وتقديره لولا أن رأي برهان ربه لخالطها . أما هذا البرهان فقيل إنه رأي جبريل ، وقيل رأى يعقوب ، وقيل نودي يا يوسف أنت مكتوب في الأنبياء وتعمل عمل السفهاء ؟ { كذلك } أي مثل ذلك التثبيت ثبتناه . { المخلصين } بفتح اللام أي الذين أخلصهم الله لطاعته .

22