جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (24)

{ وَلَقَدْ هَمَّتْ {[2380]}بِهِ } : قصدت مخالطته ، { وَهَمَّ بِهَا } : قصد مخالطتها لميل الطبع والشهوة الغير الاختياري ، { لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ } : جوابه{[2381]} محذوف أي : لخالطها وما ذكره أكثر السلف هو أن رأى صورة أبيه عاضا على أصبعه{[2382]} يعظه ، { كَذَلِكَ } : مثل ذلك التثبيت ثبتناه ، { لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ } : خيانة صاحبه ، { وَالْفَحْشَاء } : الزنا ، { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ } ، من الذين أخلصهم الله تعالى لعبادته .


[2380]:نقل محي السنة عن بعض أهل الحقائق أن الهم همان هم ثابت وهو إذا كان معه عزم وعقد ورضي مثل هم امرأة العزيز فالعبد مأخوذ به، وهم غير ثابت وهو الخطرة وحديث النفس من غير اختيار ولا عزم مثل هم يوسف فالعبد غير مأخوذ به /12 منه. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: "إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعمله فإذا عملها فإنا أكتبها له بعشر أمثالها وإذا تحدث بأن يعمل سيئة فإنا أغفرها ما لم يعملها فإن عملها فأنا أكتبها له بمثلها سيئة/12 معالم. [أخرجه البخاري في "الرقاق" (6491)، ومسلم في "الإيمان"، (1/335)].
[2381]:قال صاحب البحر ونعم ما قال: أن جواب لولا هو هو عين المقدم أو دل عليه المقدم وليس في كلام العرب ولا في قواعد النحو ما بينا في ذلك نحو فارقت لولا أن عصمك الله معناه لولا العصمة لفارقت فتقديره هنا لولا أن رأى برهان ربه لهم لكن ما هم لرؤية برهان ربه فمن يجوز تقديم الجواب فقوله هم بها نقس الجواب ومن لم يجوز فمحذوف دال عليه المقدم نحو "إن كانت لتبدى به لولا أن ربطنا على قلبها" (القصص: 10)، هذا هو الكلام ولم يصح من أقوال السلف شيء دال على همه عليه السلام/ 12 وجيز.
[2382]:قال في الفتح بعد ما ذكر الاختلاف: والحاصل أنه رأى شيئا حال بينه وبين ما هم به والله أعلم بما هو وقد أطال المفسرون في تعيين البرهان الذي رآه بلا دليل يدل عليه من السنة المطهرة/12. [لم يثبت في ذلك شيء يشتغل به].