تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَـٔٗا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنۡهُنَّ سِكِّينٗا وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَيۡهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞ} (31)

{ فلما سمعت بمكرهن } أي : بغيبتهن { أرسلت إليهن } وأرادت أن توقعهن فيما وقعت فيه { وأعتدت } أي : أعدت { لهن متكئا } قال مجاهد : يعني : مجلسا وتكأة .

قال يحيى : وهي تقرأ ( متكا ) قال بعضهم : هو الأترج . قال محمد : ( المتكأ ) بالتثقيل : هو ما اتكأت لحديث ، أو طعام ، أو شراب .

{ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت } ليقطعن ويأكلن ، وقالت ليوسف : { اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه } أي : أعظمنه أن يكون من البشر . { وقطعن أيديهن } أي : حززن لا يعقلن ما يصنعن { وقلن حاش لله } قال مجاهد : يعني : معاذ الله { ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك } من ملائكة الله { كريم } على الله .

قال محمد : يقال : حاش لله ، بياء وبغير ياء- ، وأصله في اللغة : البراءة ؛ أي قد برأه الله من ذلك ، وانتصب ( بشرا ) بخبر ( ما ) لأن ( ما ) في لغة أهل الحجاز معناه معنى ( ليس ) في النفي .