تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَلَقَدۡ هَمَّتۡ بِهِۦۖ وَهَمَّ بِهَا لَوۡلَآ أَن رَّءَا بُرۡهَٰنَ رَبِّهِۦۚ كَذَٰلِكَ لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ} (24)

{ ولقد همَّت به وهمّ بها } قال الحسن : همّها أخبث الهمّ وأما همّه فما قام عليه طبع الرجال من شهوة النساء ، ولم يكن منه عزم على المعصية ، وقيل : همّ بضربها وجعل يدفعها عن نفسه ، كما يقال : هممت بفلان أي بضربه وإيقاع مكروه منه ، ومعنى { لولا أن رأى برهان ربه } أي لولا أن رأى برهان ربه لضربها ولو ضربها لأهلكه أهلها ، وكانت تدعي عليه المراودة على القبيح وأنه ضربها لامتناعها ، فأراه الله البرهان ليمتنع من الضرب ، فأمَّا البرهان الذي رآه فقد اختلف فيه على أقوال : أولها حجة الله تعالى في تحريم الزنا والعلم بما في الزنا من العقاب ، وقيل : هو ما أتاه الله سبحانه من آداب أنبيائه في العفاف وصيانة النفس عن الأرجاس ، وقيل : هي النبوة المانعة من ارتكاب الفواحش ، وقيل : كان في البيت صنم فسترته بأن ألقت عليه ثوباً فقالت استحيي منه فقال يوسف : تستحي من الصنم وأنا أستحي من الواحد القهّار ، وقيل : رأى العزيز ، وقيل : رأى جبريل ( عليه السلام ) ، وقيل : رأى يعقوب ، روى ذلك جار الله في الحاكم والله أعلم { إنه من عبادنا المخلصين } قرئ بفتح اللام وكسرها