تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَيۡتَ مَثَابَةٗ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنٗا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِـۧمَ مُصَلّٗىۖ وَعَهِدۡنَآ إِلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيۡتِيَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلۡعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ} (125)

قوله تعالى : { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال الحسن : يعني يثوبون إليه كل عام . قال محمد قوله : { مثابة } أي معادا ، تقول : ثبت إلى كذا

[ وأثبت إلى كذا ] أي عدت إليه ، وثاب إليه جسمه بعد العلة ، أي عاد .

قوله تعالى : { وأمنا } قال الحسن : كان ذلك في الجاهلية ، كان الرجل إذا جر جريرة ، ثم لجأ إلى الحرم لم يطلب ، ولم يتناول ، فأما في الإسلام فإن الحرم لا يمنع من حد يجب عليه { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } يعني موطئ قدميه .

يحيى : عن حماد ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، أن عمر بن الخطاب ، قال : يا رسول الله ، لو صلينا خلف المقام ، فأنزل الله : { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى{[79]} } .

قال محمد : قراءة يحيى : { واتخذوا } بكسر الخاء ، وقرأ بعض القراء " واتخذوا " بفتح الخاء{[80]} ومعناها : أن الناس اتخذوا هذا .

يحيى : عن حماد ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن أبي الزبير ، عن سعيد بن جبير ، عن أبي بن كعب ، قال : المقام جاء به [ ملك ] فوضعه تحت قدم إبراهيم{[81]} .

يحيى : عن حماد ، وحدثني الحجاج ، عن مولى لبني هاشم ، عن ابن عباس ، قال : الحجر والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة{[82]} .

قوله تعالى : { وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي } قال قتادة : أي من عبادة الأوثان ، وقول الزور والمعاصي { للطائفين والعاكفين } تفسير ابن عباس : الطائفون : الذين يطوفون بالبيت ، والعاكفون : القعود حوله ينظرون إليه { والركع السجود } الذين يصلون إليه .


[79]:أخرجه البخاري (1/601، ح 402) الترمذي (5/189 – 190، ح2959).
[80]:وهي قراءة نافع، وابن عامر، وقرأ الباقون بكسرها. انظر: إتحاف الفضلاء (147) النشر (2/222).
[81]:أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (1/441، ح 964).
[82]:مرفوعا ابن خزيمة (4/218، ح 2731) من حيث عبد الله بن عمرو مرفوعا به، وكذلك ابن حبان في صحيحه (9/24، ح371) وكذلك الحاكم في مستدركه (1/626، ح1677) الترمذي (3/266، ح 878) وقال: حديث غريب، البيهقي في الكبرى (5/75، ح 9010) والإمام أحمد في مسنده (2/231، ح 7000) البيهقي في شعب الإيمان (3/449، ح4030).