تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{أَوَلَمۡ يَرَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَنَّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ كَانَتَا رَتۡقٗا فَفَتَقۡنَٰهُمَاۖ وَجَعَلۡنَا مِنَ ٱلۡمَآءِ كُلَّ شَيۡءٍ حَيٍّۚ أَفَلَا يُؤۡمِنُونَ} (30)

{ أو لم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا } ( قال السدي : أو لم يعلم{[770]} ) قال الحسن : يعني : ملتزقتين إحداهما على الأخرى { ففتقناهما } يقول : فوضع الأرض ، ورفع السماء{[771]} .

قال محمد : قوله : { كانتا رتقا } لأن السموات يعبر عنها بالسماء بلفظ الواحد ، وكذلك الأرض ، ومعنى : ( رتقا ) أي : شيئا واحدا ملتحما ، وهو معنى قول الحسن{[772]} .

{ وجعلنا من الماء كل شيء حي } أي : أن كل شيء حي فإنما خلق من الماء .


[770]:انظر تفسير الطبري (9/1920)، وما بين ( ) سقط من الأصل وأثبت من البريطانية.
[771]:رواه الطبري في تفسيره (9/19)، (24555) نحوه، ومثله عن ابن عباس (24552)، (24553).
[772]:قال السجستاني: قيل كانت السموات سماء واحدة والأرضون أرضا واحدة ففتقهما الله وجعلهما سبع سموات وسبع أرضين، وقيل: كانت السموات مع الأرض جميعا ففتقهما الله بالهواء الذي جعل بينهما ويقال: فتقت السماء بالمطر والأرض بالنبات (غريب القرآن ص204)، وانظر معاني القرآن للفراء(2/201)، والمجاز لأبي عبيدة (2/36) والطبري(9/19).