{ أَوَ لَمْ يَرَ الذين كَفَرُوا } الهمزة للإنكار ، والواو للعطف على مقدّر ، والرؤية هي القلبية ، أي ألم يتفكروا أو لم يعلموا { أن السماوات والأرض * كَانَتَا رَتْقاً } قال الأخفش : إنما قال : { كانتا } ، لأنهما صنفان أي جماعتا السماوات والأرضين كما قال سبحانه : { إِنَّ الله يُمْسِكُ السماوات والأرض أَن تَزُولاَ } [ فاطر : 41 ] وقال الزجاج : إنما قال { كانتا } لأنه يعبر عن السماوات بلفظ الواحد ، لأن السماوات كانت سماء واحدة ، وكذلك الأرضون . والرتق . السد ضدّ الفتق ، يقال : رتقت الفتق أرتقه فارتتق ، أي التأم ، ومنه الرتقاء للمنضمة الفرج ، يعني : أنهما كانتا شيئاً واحداً ملتزقتين ففصل الله بينهما ، وقال { رتقاً } ولم يقل «رتقين » لأنه مصدر ، والتقدير : كانتا ذواتي رتق ، ومعنى { ففتقناهما } ففصلناهما ، أي فصلنا بعضهما من بعض ، فرفعنا السماء ، وأبقينا الأرض مكانها { وَجَعَلْنَا مِنَ الماء كُلَّ شَيْء حَيّ } أي أحيينا بالماء الذي ننزله من السماء كل شيء ، فيشمل الحيوان والنبات ، والمعنى : أن الماء سبب حياة كل شيء . وقيل : المراد بالماء هنا : النطفة ، وبه قال أكثر المفسرين ، وهذا احتجاج على المشركين بقدرة الله سبحانه وبديع صنعه ، وقد تقدم تفسير هذه الآية ، والهمزة في { أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ } للإنكار عليهم ، حيث لم يؤمنوا مع وجود ما يقتضيه من الآيات الربانية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.