تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبٗا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقۡدِرَ عَلَيۡهِ فَنَادَىٰ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبۡحَٰنَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (87)

{ وذا النون } يعني : يونس ، قال قتادة وغيره : النون : الحوت . قال محمد : قوله : { وإسماعيل وإدريس وذا الكفل } منصوب على معنى : واذكر ، وكذلك قوله { وذا النون } .

{ إذ ذهب مغاضبا } ( لقومه ) { فظن أن لن نقدر عليه } قال قتادة : يعني أن لن نعاقبه بما صنع . قال محمد : أصل الكلمة : الضيق ، كقوله : { فقدر عليه رزقه }{[786]} أي : ضيق ، ومن هذا قولهم : فلان مقدر عليه ومقتر .

{ فنادى في الظلمات } يعني : في ظلمة البحر ، وظلمة الليل ، وظلمة بطن الحوت { أن لا إله إلا أنت . . . } الآية . يحيى : عن يونس بن أبي إسحاق ، عن إبراهيم بن محمد بن سعد بن مالك ، عن أبيه ، عن جده سعد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) فإنه لم يدع بها مسلم ربه قط في شيء إلا استجاب له " {[787]} وتفسير قصة يونس ( مذكور ) في سورة الصافات{[788]} .


[786]:سورة الفجر: آية (16).
[787]:رواه الترمذي (3505) وأحمد في المسند (1/170)، والنسائي في الكبرى (10492) والطبراني في الدعاء (124)والحاكم في المستدرك(1/505)، (2/382، 383)، وقال الترمذي: وقد روى غير واحد هذا الحديث عن يونس بن أبي إسحاق عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن سعد ولم يذكر فيه عن أبيه، وروى بعضهم عن يونس بن أبي إسحاق فقالوا: عن إبراهيم بن محمد بن سعد عن أبيه عن سعد وكان يونس بن أبي إسحاق ربما ذكر في هذا الحديث عن أبيه، وربما لم يذكره. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
[788]:سورة الصافات:آية (139ـ148) عن مجاهد بنحوه.