تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيۡكُم مِّنۢ بَعۡدِ ٱلۡغَمِّ أَمَنَةٗ نُّعَاسٗا يَغۡشَىٰ طَآئِفَةٗ مِّنكُمۡۖ وَطَآئِفَةٞ قَدۡ أَهَمَّتۡهُمۡ أَنفُسُهُمۡ يَظُنُّونَ بِٱللَّهِ غَيۡرَ ٱلۡحَقِّ ظَنَّ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِۖ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ مِن شَيۡءٖۗ قُلۡ إِنَّ ٱلۡأَمۡرَ كُلَّهُۥ لِلَّهِۗ يُخۡفُونَ فِيٓ أَنفُسِهِم مَّا لَا يُبۡدُونَ لَكَۖ يَقُولُونَ لَوۡ كَانَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَمۡرِ شَيۡءٞ مَّا قُتِلۡنَا هَٰهُنَاۗ قُل لَّوۡ كُنتُمۡ فِي بُيُوتِكُمۡ لَبَرَزَ ٱلَّذِينَ كُتِبَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقَتۡلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمۡۖ وَلِيَبۡتَلِيَ ٱللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمۡ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمۡۚ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ} (154)

{ ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم } تفسير قتادة : كانوا يومئذ فريقين : فأما المؤمنون : فغشاهم الله النعاس أمنة منه ورحمة{[232]} والطائفة الأخرى : المنافقون ليس لهم هم إلا أنفسهم { يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء } قال الكلبي : [ هم المنافقون ] قالوا لعبد الله بن أبي بن سلول : قتل بنو الخزرج ، فقال : وهل لنا من الأمر من شيء ؟ قال الله : { قل إن الأمر } يعني النصر { كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا } قال الكلبي : كان ما أخفوا في أنفسهم أن قالوا : لو كنا على شيء من الأمر ، أي من الحق ، ما قتلنا ها هنا ، ولو كنا في بيوتنا ما أصابنا القتل ، قال الله للنبي : { قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم } أي يطهره { والله عليم بذات الصدور } بما في الصدور .


[232]:أخرجه الطبري في تفسيره (3/484، ح 8079).