تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{۞إِذۡ تُصۡعِدُونَ وَلَا تَلۡوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٖ وَٱلرَّسُولُ يَدۡعُوكُمۡ فِيٓ أُخۡرَىٰكُمۡ فَأَثَٰبَكُمۡ غَمَّۢا بِغَمّٖ لِّكَيۡلَا تَحۡزَنُواْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمۡۗ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (153)

آية { إذ تصعدون } إلى الجبل { ولا تلوون على أحد } يعني النبي { والرسول يدعوكم في أخراكم } جعل يقول : إلي عباد الله حتى خص الأنصار ، فقال : يا أنصار الله [ إلي ، أنا ] رسول الله ، فرجعت الأنصار والمؤمنون { فأثابكم غما بغم } .

قال يحيى : كانوا تحدثوا يومئذ أن نبي الله أصيب ، وكان الغم الآخر قتل أصحابهم والجراحات التي فيهم ، وذكر لنا أنه قتل يومئذ سبعون رجلا ، ستة وستون من الأنصار ، وأربعة من المهاجرين .

قال محمد : قوله : { فأثابكم غما بغم } أي جازاكم غما متصلا بغم ، وقوله : { إذ تصعدون } تقرأ : " تصعدون " و " تصعدون " فمن قرأ بضم التاء فالمعنى : تبعدون في الهزيمة ، يقال : أصعد في الأرض ، إذا أمعن في الذهاب ، وصعد الجبل والسطح .

{ لكيلا تحزنوا على ما فاتكم } من الغنيمة { ولا ما أصابكم } في أنفسكم من القتل والجراحات . قال محمد : قيل : أي ليكون غمكم ، بأنكم خالفتم النبي عليه السلام فقط .