تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا} (6)

{ النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم } تفسير مجاهد : يعني : هو أبوهم{[1081]} { وأزواجه أمهاتهم } أي : هن في التحريم مثل أمهاتهم .

يحيى : عن سفيان الثوري ، عن فراس ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة " أن أمة قالت لها : يا أمه . فقالت : لست لك بأم ! إنما أنا أم رجالكم " {[1082]} .

{ وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين } تفسير قتادة : كان نزل قبل هذه الآية في سورة الأنفال : { والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شيء حتى يهاجروا }{[1083]} فتوارث المسلمون بالهجرة وكان لا يرث الأعرابي المسلم من قريبه المهاجر المسلم شيئا ، ثم نسخ ذلك في هذه السورة فصارت المواريث بالملل .

{ إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم } يعني : من أهل الشرك { معروفا } يعني : بالمعروف : الوصية ، ثم رجع إلى قوله : { وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله } فقال : { كان ذلك في الكتاب مسطورا( 6 ) } أي : مكتوبا : لا يرث كافر مسلما ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يرث المسلم الكافر " {[1084]} .


[1081]:رواه الطبري في تفسيره (10/258) (28336).
[1082]:رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (8/64، 68، 178، 200)، والبيهقي في الكبرى (7/70) عن عائشة مرفوعا.
[1083]:سورة الأنفال: آية (72).
[1084]:رواه البخاري (6764)، ومسلم (1614). وأبو داود (2909)، والترمذي (2107)، وابن ماجة (2729) والنسائي في الكبرى (6371)، وأحمد في المسند (5/200)، والدارمي (3005)، ومالك في الموطأ (2/411)، وعنه محمد بن الحسن في موطئه (728)، والشافعي في المسند (2/190)، وعبد الرزاق في المصنف (9852)، وابن أبي شيبة في المصنف (11/245)، وفي المسند (144)، بتحقيقنا، والطيالسي في مسنده (631)، والطبراني في الكبير (391)، وسعيد بن منصور في سننه (135)، والدارقطني (4/69)، والبيهقي في الكبرى (6/217)، وابن الجارود في المنتقى (954)، والحميدي في مسنده (541)، والطبراني في الكبير (391)، من طرق عن أسامة بن زيد به فذكره نحوه.