الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{ٱلنَّبِيُّ أَوۡلَىٰ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ مِنۡ أَنفُسِهِمۡۖ وَأَزۡوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمۡۗ وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُهَٰجِرِينَ إِلَّآ أَن تَفۡعَلُوٓاْ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِكُم مَّعۡرُوفٗاۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ مَسۡطُورٗا} (6)

قوله : { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } : أي : مثلُ أمِّهاتهم في الحكمِ . ويجوزُ أن يُتناسى التشبيهُ ، ويُجْعلون أمَّهاتِهم مبالغةً .

قوله : " بعضُهم " يجوز فيه وجهان ، أحدُهما : أَنْ يكونَ بدلاً من " أُوْلُو " . والثاني : أنه مبتدأٌ وما بعده خبرُه ، والجملةُ خبرُ الأولِ .

قوله : { فِي كِتَابِ اللَّهِ } يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ ب " أَوْلَى " ؛ لأنَّ أَفْعَلَ التفضيلِ يعملُ في الظرفِ . ويجوزُ أَنْ تتعلَّقَ بمحذوفٍ على أنها حالٌ من الضمير في " أَوْلَى " والعاملُ فيها " أَوْلَى " لأنها شبيهةٌ بالظرفِ . / ولا جائزٌ أَنْ يكونَ حالاً مِنْ " أُوْلُو " للفَصْلِ بالخبرِ ، ولأنَّه لا عامِلَ فيها .

قوله : " من المؤمنين " يجوز فيه وجهان ، أحدهما : أنها " مِنْ " الجارَّةُ للمفضولِ كهي في " زيدٌ أفضلُ من عمروٍ " المعنى : وأُولو الأرحامِ أَوْلَى بالإِرثِ من المؤمنين والمهاجرين الأجانب . والثاني : أنَها للبيانِ جيْءَ بها بياناً لأُوْلي الأرحامِ ، فتتعلَّق بمحذوف أي : أعني . والمعنى : وأُولوا الأرحام من المؤمنين أَوْلَى بالإِرث مِن الأجانب .

قوله : { إِلاَّ أَن تَفْعَلُواْ } هذا استثناءٌ مِنْ غيرِ الجنس ، وهو مستثنىً مِنْ معنى الكلامِ وفحواه ، إذ التقديرُ : أُولو الأرحامِ بعضُهم أَوْلَى ببعض في الإِرث وغيرِه ، لكن إذا فَعَلْتُمْ مع غيرِهم مِنْ أوليائِكم خيراً كان لكم ذلك . وعُدِّي " تَفْعَلوا " ب " إلى " لتضمُّنِه معنى تَدْخُلوا .