تفسير الأعقم - الأعقم  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلَيۡنِ أَحَدُهُمَآ أَبۡكَمُ لَا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَىٰهُ أَيۡنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأۡتِ بِخَيۡرٍ هَلۡ يَسۡتَوِي هُوَ وَمَن يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (76)

{ وضرب الله مثلاً رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء } ، نزلت في عثمان بن مظعون ومولى له كان ينفق عليه ، وكان مولاه يكره الاسلام وينهاه عن الصدقة ، وقيل : الأبكم : أبي بن خلف ، ومن يأمر بالعدل : حمزة بن عبد المطلب ، وعثمان بن مظعون قال في الغرائب : نزلت الآية في أبي بكر وأبي جهل ، { الحمد لله } ، أي : الحمد لله على الكمال ، { بل أكثرهم لا يعلمون } ، فيجعلون الحمد لغيره ، والأبكم : هو الذي لا يقدر على الكلام ، وهو : { كل على مولاه } ، أي : ثقل ، { أينما يوّجهه } ، حيث ما يرسله ويصرفه في طلب حاجة ، { لا يأت بخير هل يستوي هو ومن } ، هو سليم ، أي : لا يستوي ، وذلك أنه : { يأمر } الناس { بالعدل وهو } في نفسه { على صراط مستقيم } ، يعني : كما لا يستوي بين الرجلين ، لا يستوي بين الله وبين الأصنام ، لا يستوي بين من يعبد الله ومن لا يعبده ، قيل : نزل قوله : { وما أمر الساعة إلاَّ كلمح البصر أو هو أقرب } .