الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلَيۡنِ أَحَدُهُمَآ أَبۡكَمُ لَا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَىٰهُ أَيۡنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأۡتِ بِخَيۡرٍ هَلۡ يَسۡتَوِي هُوَ وَمَن يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (76)

ثمّ ضرب مثلاً آخر بنفسه والأصنام فقال : { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَآ أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ } ، يرسله ، { لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ } ؛ لأنه لا يفهم ما يقال ، ولا يفهم عنه .

وقال ابن مسعود : أينما توجهه لا يأت بخير ، هذا مثل للصنم الذي لا يسمع ، ولا ينطق ، ولا يعقل ، ولا يفعل ، وهو كَلّ على [ عائده ] ، يحتاج أن يحمله ويضعه ويخدمه ، { هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ } ، يعني : الله قادر متكلم بأمر التوحيد ، فليس كصنمكم ، فإنه لا يأمر بالتوحيد ، { وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } .

قال الكلبي : يعني : وهو : يدلكم على صراط مستقيم ، وقيل : هو : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هو على صراط مستقيم .

قال الكلبي : يعني : وهو : يدلكم على صراط مستقيم .

آخر : ومن قال : كل المسلمين ، المؤمن والكافر ، وهي رواية عقبة عن ابن عبّاس .

وروى إبراهيم بن عكرمة بن يعلي بن منبّه ، عن ابن عبّاس قال : نزلت هذه الآية في عثمان ابن عفان ( رضي الله عنه ) ومولاه . وكان عثمان ينفق عليه ، ويكفيه المؤنة ، وكان مولاه يكره الإسلام ويأباه ، وينهاه عن الصدقة ويمنعه من النفقة .

وقال مقاتل : نزلت هذه الآية في هاشم بن عمرو بن الحرث بن ربيعة القرشي ، وكان رجلاً قليل الخير ، يعادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال عطاء : الأبكم : أبي بن حلف ، ومن يأمر بالعدل : حمزة ، وعثمان بن عفان ، وعثمان بن مظعون .