تفسير الأعقم - الأعقم  
{۞فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} (52)

{ قال الحواريون نحن أنصار الله } يعني أنصار دينه ، قيل : سموا حواريين لنقاء قلوبهم وإخلاص سرائرهم في طاعة الله تعالى أعلم أن الحواريين كانوا أصفياء عيسى وأولياءه وأنصاره ووزراءه ، وكانوا اثني عشر رجلاً ، واختلف العلماء فيهم ومَن هم ولِم سموا بهذه الأسماء فقال ابن عباس : كانوا صيادين يصيدون السمك فمرَّ بهم عيسى ، فقال : " من أنصاري إلى الله ؟ " فقالوا : منْ أنت ؟ قال : " أنا عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله " قالوا : فهل يكون أحد من الأنبياء فوقك ؟ قال : " نعم النبي العربي فاتبعوه وآمنوا به وانطلقوا معه " وقيل : كانوا ملاحين ، وقيل : كانوا قصارين يجورون الثياب أي يبيضونها ، وقيل : كان الحواريون اثني عشر رجلاً تبعوا عيسى ابن مريم ، وكانوا إذا جاعوا قالوا : يا روح الله جعنا فيضرب بيده إلى الأرض سهلاً كان أو جبلاً فيخرج لكل واحد منهم رغيفين فيأكلهما ، وإذا عطشوا قالوا : يا روح الله عطشنا فيضرب بيده إلى الأرض فيخرج لهم ما يشربون ، وقيل : الحواريون هم الأنصار ، وروي أنهم قالوا : يا روح الله من أفضل منّا ؟ قال : " الذي يعمل بيده ويأكل من كسبه " فصاروا يغسلون الثياب بالكرى ويأكلون ، وقيل : صنع ملك من الملوك طعاماً فدعا الناس إليه وكان عيسى ( عليه السلام ) على قصعة وكانت القصعة لم تنقص ، فقال الملك : من أنت ؟ قال : " أنا عيسى ابن مريم " فقال : إني أترك ملكي وأتبعك ، فانطلق بمن اتبعه منهم فهم الحواريون .