{ فَلَمَّا أَحَسَّ عيسى مِنْهُمُ الكفر } قال الكلبي : فلما عرف منهم الكفر بالله . ويقال : فلما سمع منهم كلمة الكفر . وقال الزجاج : أحس في اللغة علم ، ووجد . ويقال هل أحسست الخبر ؟ أي هل عرفته وعلمته ؟ .
وقال مقاتل : فلما رأى من بني إسرائيل الكفر . كقوله عز وجل : { وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً }
[ مريم : 98 ] يعني هل ترى ؟ ويقال : إنه لما علم عيسى أنهم أرادوا قتله { قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى الله } يقول : من أعواني مع الله ؟ قال القتبي : إلى هاهنا بمعنى مع مثل قوله ، { وَآتُواْ اليتامى أموالهم وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الخبيث بالطيب وَلاَ تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً } [ النساء : 2 ] ، أي مع أموالكم ، كما يقال : الذود إلى الذود إبل ، أي مع الذود . فقال : { مَنْ أَنصَارِي إِلَى الله } ؟ أي مع الله { قَالَ الحواريون نَحْنُ أَنْصَارُ الله } قال الكلبي : الحواريون هم أصفياء عيسى عليه السلام وكانوا اثني عشر رجلاً . وقال مقاتل : كانوا قَصَّارين ، فمر بهم عيسى عليه السلام وقال : من أنصاري إلى الله ؟ { قالوا نحن أنصار الله } . ويقال : إنه مر بهم ، وهم يغسلون الثياب . فقال لهم : إيش تصنعون قالوا : نطهر الثياب . فقال : ألا أدلكم بطهارة أنفع من هذا ؟ قالوا : نعم . فقال : تَعَالَوْا حتى نطهرَ أنفسنا من الذنوب ، فبايعوه . ويقال : إنهم كانوا صيادين ، فمرَّ بهم . وقال : ألا أدلُّكم على اصطياد أنفعَ لكم من هذا ؟ قالوا : نعم . فقال : تَعَالَوْا حتى نصطاد أنفسنا من شر إبليس ، فبايعوه . وروي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : إنما سُمُّوا حواريين لبياض ثيابهم ، وكانوا صيّادين .
وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « الزُّبَيْرُ ابْنُ عَمَّتِي وَحَوارِيَّ من أُمَّتِي » ، يعني به الخالص ، فهذا يكون دليلاً لقول الكلبي : إنهم خواصه وأصفياؤه ، ومعنى آخر { نحن أنصار الله } ، يعني أنصار دين الله { آمنا بالله } أي صدقنا بتوحيد الله { واشهد بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } يعني أشهدنا ، على ذلك ، فاشهد يا عيسى بأنا مسلمون ثم قالوا : { رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.