الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{۞فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنۡهُمُ ٱلۡكُفۡرَ قَالَ مَنۡ أَنصَارِيٓ إِلَى ٱللَّهِۖ قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ} (52)

{ فَلَمَّا أَحَسَّ } فلما علم منهم { الكفر } علماً لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس . و{ إِلَى الله } من صلة أنصاري مضمناً معنى الإضافة ، كأنه قيل : من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله ، ينصرونني كما ينصرني ، أو يتعلق بمحذوف حالاً من الياء ، أي من أنصاري ، ذاهباً إلى الله ملتجئاً إليه { نَحْنُ أَنْصَارُ الله } أي أنصار دينه ورسوله . وحواريّ الرجل : صفوته وخالصته . ومنه قيل : للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن قال :

فَقُلْ لِلَحوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنَا*** وَلاَ تَبْكِنَا إلاّ الْكِلاَبُ النَّوابِحُ

وفي وزنه الحوالي ، وهو الكثير الحيلة .