ولما ختم سبحانه وتعالى هذه البشارة{[17325]} بالآية القاطعة القويمة الجامعة ، وكان قوله : في{[17326]} أول السورة { يصوركم في الأرحام كيف يشاء } وقوله هنا { يخلق ما يشاء } مغنياً عن ذكر حملها ، طواه وأرشد السياق حتماً إلى{[17327]} أن التقدير : فصدق الله فيما قال لها ، فحملت به من غير ذكر فولدته - على ما قال سبحانه وتعالى - وجيهاً وكلم الناس في المهد وبعده ، وعلمه{[17328]} الكتاب والحكمة وأرسله إلى بني إسرائيل ، فأتم لهم الدلائل ونفى الشبه على ما أمره به{[17329]} الذي أرسله سبحانه وتعالى وعلموا أنه{[17330]} ناسخ لا مقرر ، فتابعه قوم وخالفه آخرون فغطوا جميع الآيات وأعرضوا عن{[17331]} الهدى والبينات ، ونصبوا له الأشراك والحبائل وبغوه{[17332]} الدواهي والغوائل ، فضلوا على علم وظهر منهم الكفر البين واعوجوا عن الصراط المستقيم عطف{[17333]} عليه قوله مسلياً{[17334]} لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : { فلما أحس } قال الحرالي : من الإحساس وهو منال{[17335]} الأمر بادراً{[17336]} إلى العلم والشعور الوجداني{[17337]} - انتهى . { عيسى منهم الكفر } أي علمه علم من شاهد الشيء بالحس ورأى مكرهم على ذلك يتزايد{[17338]} وعنادهم{[17339]} يتكاثر بعد أن علم كفرهم علماً لا مرية{[17340]} فيه ، فاستغاث بالأنصار وعلم أن منجنون{[17341]} الحرب قد دار ، فعزم على إلحاقهم دار البوار { قال من أنصاري } .
ولما كان المقصود ثبات{[17342]} الأنصار معه إلى أن يتم أمره عبر عن ذلك بصلة دلت على تضمين{[17343]} هذه الكلمة كلمة توافق الصلة فقال : { إلى } أي سائرين أو واصلين معي بنصرهم إلى { الله } أي الملك الأعظم { قال الحواريون } قال الحرالي : جمع حواري وهو المستخلص نفسه في نصرة{[17344]} من تحق نصرته بما كان من إيثاره على نفسه بصفاء وإخلاص لا كدر فيه ولا شوب{[17345]} - انتهى .
وهو مصروف لأن ياءه عارضة { نحن أنصار الله } أي الذي أرسلك{[17346]} وأقدرك على ما تأتي به{[17347]} من الآيات ، فهو المحيط بكل شيء عزة وعلماً ، ثم صححوا النصرة وحققوا بأن عللوا بقولهم : { آمنا بالله } أي على ما له من صفات الكمال ، ثم أكدوا ذلك بقولهم مخاطبين لعيسى عليه الصلاة والسلام رسولهم أكمل{[17348]} الخلق إذ ذاك : { واشهد بأنا مسلمون * } أي منقادون لجميع ما تأمرنا به{[17349]} كما{[17350]} هو حق{[17351]} من آمن لتكون شهادتك علينا أجدر لثباتنا{[17352]} ولتشهد{[17353]} لنا{[17354]} بها يوم القيامة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.