تفسير الأعقم - الأعقم  
{أَيۡنَمَا تَكُونُواْ يُدۡرِككُّمُ ٱلۡمَوۡتُ وَلَوۡ كُنتُمۡ فِي بُرُوجٖ مُّشَيَّدَةٖۗ وَإِن تُصِبۡهُمۡ حَسَنَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ قُلۡ كُلّٞ مِّنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ فَمَالِ هَـٰٓؤُلَآءِ ٱلۡقَوۡمِ لَا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ حَدِيثٗا} (78)

ثم رد عليهم فقال تعالى : { أينما تكونوا } في ملاحم حروب أو غيرها ثم ابتدأ قوله : { يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } الوقف على هذا الوجه على أينما تكونوا والبروج : الحصون المشيدة مرتفعة ، وقيل : مشيدة بكسر الياء { وإن تصبهم حسنة } والمعنى وان تصبهم نعمة من خصب ورخاء نسبوها إلى الله { وإن تصبهم سيئة } بلية من قحط وشك أضافوها إليك وقالوا : هي من عندك وما كانت إلا سوءتك كما قال الله عن موسى : { وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } [ الأعراف : 131 ] وعن قوم صالح { قالوا اطّيرنا بك وبمن معك } [ النمل : 47 ] والسيئة تقع على البلاء والمعصية والحسنة تقع على الطاعة والنعمة قال تعالى : { وبلوناهم الحسنات والسيئات لعلهم يرجعون } [ الأعراف : 168 ] وقال : { إن الحسنات يذهبن السيئات } [ هود : 114 ] وقيل : إن الآية نزلت في اليهود تشاءموا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمنافقين وذلك أنهم لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة قالوا : ما زلنا نعرف النقصان في ثمارنا ومزارعنا مذ قدم الرجل علينا فنزلت الآية ، وردّ الله عليهم { قل كل من عند الله } يبسط الأرزاق ويقبضها على حسب المصالح { فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً } فيعلمون أن الله هو القابض والباسط وكل ذلك عن حكمة وصواب