ثم رد عليهم فقال تعالى : { أينما تكونوا } في ملاحم حروب أو غيرها ثم ابتدأ قوله : { يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة } الوقف على هذا الوجه على أينما تكونوا والبروج : الحصون المشيدة مرتفعة ، وقيل : مشيدة بكسر الياء { وإن تصبهم حسنة } والمعنى وان تصبهم نعمة من خصب ورخاء نسبوها إلى الله { وإن تصبهم سيئة } بلية من قحط وشك أضافوها إليك وقالوا : هي من عندك وما كانت إلا سوءتك كما قال الله عن موسى : { وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه } [ الأعراف : 131 ] وعن قوم صالح { قالوا اطّيرنا بك وبمن معك } [ النمل : 47 ] والسيئة تقع على البلاء والمعصية والحسنة تقع على الطاعة والنعمة قال تعالى : { وبلوناهم الحسنات والسيئات لعلهم يرجعون } [ الأعراف : 168 ] وقال : { إن الحسنات يذهبن السيئات } [ هود : 114 ] وقيل : إن الآية نزلت في اليهود تشاءموا برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمنافقين وذلك أنهم لما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة قالوا : ما زلنا نعرف النقصان في ثمارنا ومزارعنا مذ قدم الرجل علينا فنزلت الآية ، وردّ الله عليهم { قل كل من عند الله } يبسط الأرزاق ويقبضها على حسب المصالح { فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً } فيعلمون أن الله هو القابض والباسط وكل ذلك عن حكمة وصواب
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.