تفسير الأعقم - الأعقم  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ} (105)

{ لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } يريد الله سبحانه أنه لا يضركم ضلال المضلين ، ولا تحاسبون بفعل المبطلين ، وروي أن اليهود قالوا للمسلمين : كيف تطمعون في النجاة وآباؤكم مشركون ولستم بناجين من فعلهم ؟ فنزلت هذه الآية ، وقال أيضاً : { ولا تزر وازرة وزر أخرى } [ الأنعام : 164 ] أخبر الله تعالى أنه لا يعذب أحداً بذنب أحد والداً كان أو ولداً ، قال جار الله : كان المؤمنون تذهب أنفسهم حسرة على أهل العتو والعناد من الكفرة ويتمنون دخولهم في الاسلام فقيل لهم : عليكم أنفسكم ، وليس المراد به ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وعن ابن مسعود أنها قرئت عنده هذه الآية فقال : ليس هذا بزمانها إنها اليوم مقبولة ولكن يوشك أن يأتي زمان تأمرون فلا تقبل منكم ، فحينئذٍ عليكم أنفسكم ، فعلى هذا هي تسلية لمن يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ، فلا تقبل ، وعنه ليس هذا بزمانها ، قيل : فمتى هو ؟ قال : إذا جعل دونها السوط والسيف والحبس .