اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ثُمَّ لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ} (17)

الوجدان هنا يحتمل أن يكون بمعنى اللِّقَاءِ ، أو بمعنى العِلْم أي : لا تُلْفي أكثرهم شاكرين أو لا تعلم أكثرهم شاكرين ف " شاكرين " حال على الأَوَّلِ ، مفعول ثانٍ على الثَّانِي .

وهذه الجملة تحتمل وجهين :

أحدهما : أنَّ تكون استئنافية أخبر اللَّعِينُ بذلك لتظنِّيه{[15878]} قال تعالى : { وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } [ سبأ : 20 ] ، أو لأنَّهُ علمه بطريق قيل : لأنه كان قد رأى ذلك في اللَّوْح المَحْفوظِ . ويحتمل أن تكون دَاخِلَةً في حيِّز ما قبلها من جواب القسمِ فتكونُ معطوفةً على قوله : " لأقْعُدَنَّ " أقْسَمَ على جملتين مُثْبَتَتَيْنِ ، وأخرى منفَّية .


[15878]:في ب: لظنه.