اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَأَنذَرۡتُكُمۡ نَارٗا تَلَظَّىٰ} (14)

قوله : { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى } . قد تقدم في «البقرة » : أن البزي يشدد{[60352]} مثل هذه التاء ، والتشديد فيها عسر لالتقاء الساكنين فيهما على غير حدهما ، وهو نظير قوله تعالى : { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ } [ النور : 15 ] وقد تقدم .

وقال أبو البقاء{[60353]} : يقرأ بكسر التنوين ، وتشديد التاء ، وقد ذكر وجهه في قوله تعالى : { وَلاَ تَيَمَّمُواْ الخبيث } [ البقرة : 267 ] انتهى . وهذه قراءة غريبة ، ولكنها موافقة للقياس من حيث إنه لم يلتق فيها ساكنان وقد ذكر وجهه ، أي الذي قاله في «البقرة » ، ولا يفيد هنا شيئاً ألبتة فإنه قال هناك : «ويقرأ بتشديد التاء ، وقبله ألف ، وهو جمع بين ساكنين ، وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف .

وقال ابنُ الزبير ، وسفيان{[60354]} ، وزيد بن علي ، وطلحة ، «تَتَلظَّى » بتاءين وهو الأصل .

قال القرطبي{[60355]} : «وهي قراءة عبد الله بن عمير ويحيى بن يعمر » .

فصل في معنى الآية

المعنى : خوفتكم ، وحذرتكم ناراً تلظى ، أي : تلهّب ، وتوقّد ، وتوهّج ، يقال : تلظت النار تلظياً ، ومنه سميت جهنم : لظى .


[60352]:ينظر: السبعة 690، والحجة 6/421، وإعراب القراءات 2/493، والمحرر الوجيز 5/492، والبحر المحيط 8/478، والدر المصون 6/535.
[60353]:ينظر: الإملاء 2/288.
[60354]:ينظر: المحرر الوجيز 5/492، والبحر المحيط 8/478، والدر المصون 6/535.
[60355]:الجامع لأحكام القرآن 20/59.