مكية ، وهي أول ما نزل من القرآن في قول أبي موسى وعائشة رضي الله عنها{[1]} .
وقيل : أول ما نزل الفاتحة ، ثم سورة العلق ، وهي عشرون آية ، واثنتان وسبعون كلمة ، ومائتان وسبعون حرفا .
قوله تعالى : { اقرأ } ، العامة ، على سكون الهمزة ، أمر من القراءة ، وقرأ عاصم{[60519]} في رواية الأعشى : براء مفتوحة ، وكأنه قلب تلك الهمزة ألفاً ، كقولهم : قرأ ، يقرأ ، نحو : سعى ، يسعى ، فلما أمر منه ، قيل : «اقر » بحذف الألف قياساً على حذفها من «اسع » .
وهذا على حد قول زهير : [ الطويل ]
5253- . . . *** وإلاَّ يُبْدَ بالظُّلْمِ يَظْلِمِ{[60520]}
قوله : { باسم رَبِّكَ } ، يجوز فيه أوجه :
أحدها : أن تكون الباء للحال ، أي : اقرأ مفتتحاً باسم ربِّك ، قل : بسم الله الرحمن الرحيم ثم اقرأ ، قاله الزمخشريُّ{[60521]} .
الثاني : أن الباء مزيدة ، والتقدير : اقرأ باسم ربك ، كقوله : [ البسيط ]
5254- . . . *** سُودُ المَحاجرِ لا يَقْرأنَ بالسُّورِ{[60522]}
قيل : الاسم فضلة أي اذكر ربك ، قالهما أبو عبيدة .
الثالث : أن الباء للاستعانة ، والمفعول محذوف ، تقديره : اقرأ ما يوحى إليك مستعيناً باسم ربِّك .
الرابع : أنها بمعنى «عَلَى » ، أي : اقرأ على اسم ربِّك ، كما في قوله تعالى : { وَقَالَ اركبوا فِيهَا بِسْمِ الله } [ هود : 41 ] ، قاله الأخفش .
[ وقد تقدم في أول الكتاب كيف هذا الفعل على الجار والمجرور ، وقدر متأخراً في «بسم الله الرحمن الرحيم » وتخريج الناس له ، فأغنى عن الإعادة ]{[60523]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.