تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَـٔٗا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنۡهُنَّ سِكِّينٗا وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَيۡهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞ} (31)

{ بمكرهن } إنكارهن ، أو أسرَّت إليهن حبها له فأذعنه ، { واعتدت } من الإعتاد ، أو العدوان { متكئا } مجلساً ، أو النمارق والوسائد التي يتكأ عليها ، أو الطعام من قولهم : اتكأنا عند فلان أي طعمنا عنده لأنهم كانوا يعدون المتكأ للمدعو إلى الطعام فسمي به الطعام توسعاً والمراد به هنا البزماورد ، أو الأترج " ع " " والمتك " مجفف الأترج ، أو كل ما يحز بالسكين ، أو عام في كل الطعام . { أكبرنه } أعظمنه " ع " ، أو وجدن شبابه في الحسن والجمال كبيراً ، أو حِضْْْْْنَ ، والمرأة إذا جزعت أو خارت حاضت والإكبار الحيض ، قال :

نأتي النساء على أطهارهن ولا *** نأتي النساء إذا أكبرن إكباراً

{ وقطَّعن أيدهن } حتى بانت ، أو جرحنها حتى دميت . { حاش لله } معاذ الله أو سبحان الله . مأخوذ من المراقبة ، ما أحاشي في هذا الأمر أحداً أني ما أراقبه ، أو من قولهم : كنت في حشا فلان أي ناحيته ، فحاشى فلاناً أي أعزله في حشا وهو الناحية { بشراً } أهل للمباشرة ، أو من جملة البشر لما علمن من عفته إذ لو كان بشراً لأطاعها ، أو شبهنه بالملائكة حسناً وجمالاً { كريم } مبالغة في تفضيله في جنس الملائكة .