تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَيۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطٗا} (28)

{ يريدون وجهه } تعظيمه ، أو طاعته نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة فقال : " الحمد لله الذي جعل في أمتي من أمرت أن أصبر معهم " . { يَدْعُون } رغبة ورهبة ، أو يحافظون على صلاة الجماعة ، أو الصلوات المكتوبة " ع " . وخص عمل النهار ، لأن عمل النهار إذا كان لله -تعالى- فعمل الليل أولى ، { ولا تَعْدُ } لا تتجاوزهم بالنظر إلى أهل الدنيا طلباً لزينتها { ولا تُطع } قال عيينة بن حصن للرسول صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم لقد آذاني ريح سلمان الفارسي ، فاجعل لنا مجلساً منك لا يجامعونا فيه ولهم مجلساً لا نجامعهم فيه فنزلت { أغفَلْنا } جعلناه غافلاً ، أو وجدناه غافلاً { وابتع هواه } في طلبه التمييز على غيره ، أو في شهواته وأفعاله { فُرُطا } ضياعاً أو متروكاً ، أو ندماً ، أو سرفاً وإفراطاً ، أو سريعاً ، أفرط أسرف وفرَّط قصّر .