قوله عز وجل : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } فيه وجهان :
أحدهما : يريدون تعظيمه . الثاني : يريدون طاعته . قال قتادة : نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فلما نزلت عليه قال : " الحمد لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر معهم " .
{ يدعون ربهم بالغداة والعشي } فيه ثلاثة تأويلات :
الثاني : أنهم المحافظون على صلاة الجماعة ، قاله الحسن .
الثالث : أنها الصلاة المكتوبة ، قاله ابن عباس ومجاهد .
ويحتمل وجهاً رابعاً : أن يريد الدعاء في أول النهار وآخره ليستفتحوا يومهم بالدعاء رغبة في التوفيق ، ويختموه بالدعاء طلباً للمغفرة .
الثاني : بعمل نهارهم . وخص النهار بذلك دون الليل لأن عمل النهار إذا كان لله تعالى فعمل الليل أولى أن يكون له .
{ ولا تعد عيناك عنهم . . } فيه وجهان :
أحدهما : ولا تتجاوزهم بالنظر إلى غيرهم من أهل الدنيا طلباً لزينتها ، حكاه اليزيدي . الثاني : ما حكاه ابن جريج أن عيينة بن حصن قال للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يسلم : لقد آذاني ريح سلمان الفارسي وأصحابه فاجعل لنا مجلساً منك لا يجامعونا فيه ، واجعل لهم مجلساً لا نجامعهم فيه ، فنزلت .
{ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذِكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً } .
أحدهما : جعلناه غافلاً عن ذكرنا .
الثاني : وجدناه غافلاً عن ذكرنا .
وفي هذه الغفلة لأصحاب الخواطر ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها إبطال الوقت بالبطالة ، قاله سهل بن عبد الله .
الثالث : أنها ما يورث الغفلة .
الثاني : في سؤاله وطلبه التمييز عن غيره .
{ وكان أمرُه فُرُطاً } فيه خمسة تأويلات :
أحدها : ضيقاً ، وهو قول مجاهد .
الثاني : متروكاً ، قاله الفراء .
الثالث : ندماً ، قاله ابن قتيبة .
الرابع : سرفاً وإفراطاً ، قاله مقاتل .
الخامس : سريعاً ، قاله ابن بحر . يقال أفرط إذا أسرف وفرط إذا قصر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.