تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} (219)

{ يسألونك عن الخمر والميسر } الخمر : ما خامر العقل فيستره ، والميسر : القمار . { إثم كبير } سكر الشارب وإيذاؤه الناس ؛ وإثم الميسر بالظلم ومنع الحق ، أو إثم الخمر : زوال العقل حتى لا يعرف خالقه ، وإثم الميسر : صده عن ذكر الله وعن الصلاة ، وإيقاع العداوة والبغضاء . { ومنافع للناس } منافع أثمانها ، وربح تجارتها ، والالتذاذ بشربها .

( ونشربها فتتركنا ملوكا *** وأسداً ما ينهنهنا اللقاء )

ومنافع الميسر : كسب المال بغير كد ، أو ما كانوا يصيبون به من أنصباء الجزور . { وإثمهما } بعد التحريم { أكبر من نفعهما } قبل التحريم ، أو كلاهما قبل التحريم . { العفو ) ما فضل عن الأهل ، أو ما لا يبين على من أنفقه أو تصدق به ، أو الوسط من غير إسراف ولا إقتار ، أو أخذ ما آتوه من قليل أو كثير ، أو الصدقة عن ظهر غنى ، أو الصدقة المفروضة ، وهي محكمة ، أو نُسخت بالزكاة ، وحرمت الخمر بهذه الآية ، أو بآية ' المائدة ' على قول الأكثر .