التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{۞يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ وَيَسۡـَٔلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَۖ قُلِ ٱلۡعَفۡوَۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُمۡ تَتَفَكَّرُونَ} (219)

قوله تعالى{ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }

اخرج احمد بسنده عن عمر بن الخطاب قال : لما نزل تحريم الخمر قال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية في سورة البقرة{ يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير }قال : فدعي عمر فقرئت عليه . فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزلت الآية التي في سورة النساء{ يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى }فكان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقام الصلاة نادى : أن لا يقربن الصلاة سكران ، فدعي عمر فقرئت عليه . فقال : اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا . فنزلت الآية التي في المائدة . فدعي عمر فقرئت عليه فلما بلغ{ فهل انتم منتهون }قال عمر : انتهينا انتهينا .

( المسند ح378 ) ، وأبو داود( السنن ، الأشربة ح3670 ) ، والترمذي( السنن-التفسير ح3049 ) ، والحاكم( المستدرك2/278 ) ، وصححه احمد شاكر في تعليقه على المسند ونقل ابن كثير تصحيحه عن علي بن المديني ، وصححه الترمذي والحاكم ووافقه الذهبي ، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي .

أخرج البخاري بسنده عن ابن عمر قال : سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " أما بعد أيها الناس غنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة : من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل " .

( الصحيح-تفسير سورة المائدة-باب 10ح4619 ) .

قال مسلم : حدثنا أبو الربيع العتكي وأبو كامل قالا : حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أيوب عن نافع ، عن ابن عمر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل مسكر خمر . وكل مسكر حرام . ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها ، لم يتب ، لم يشربها في الآخرة " .

( الصحيح 3/1587 ح2003- ك الأشربة ، ب بيان ان كل مسكر خمر وان كل خمر حرام ) .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن ابن عمر قال : الميسر هو القمار .

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس قوله{ قل فيهما إثم كبير }يعني ما ينقص من الدين عند شربها{ ومنافع }يقول ما يذهب من الدين والإثم فيه ، أكبر مما يصيبون في فرحها إذا شربوها .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى : قوله تعالى{ قل فيهما إثم كبير }لم يبين هنا ما هذا الإثم الكبير ؟ ولكنه بين في آية أخرى انه إيقاع العداوة والبغضاء بينهم والصد عن ذكر الله وعن الصلاة وهي قوله{ إنما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون } .

قوله تعالى{ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو . . . }الآية

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس قوله{ ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو }قال : كان هذا قبل ان تفرض الصدقة .

قال مسلم : حدثنا قتيبة بن سعد . حدثنا ليث . ح وحدثنا محمد بن رمح . أخبرنا الليث عن أبي الزبير ، عن جابر . قال : أعتق رجل من بني عذرة عبدا له عن دبر . فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه فقال : " ألك مال غيره ؟ " فقال : لا . فقال : " من يشتريه مني ؟ " فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوي بثمانمائة درهم . فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه . ثم قال : " ابدأ بنفسك فتصدق عليها . فإن فضل شئ فلأهلك . فإن فضل عن أهلك شئ فلذي قرابتك . فإن فضل عن ذي قرابتك شئ فهكذا وهكذا " يقول : فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك .

( الصحيح 2/292-293 ح997- ك الزكاة ، باب الابتداء في النفقة بالنفس . . . ) . وهذا على القول بأن العفو معناه : ما فضل عن مال المسلم .

قوله تعالى{ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة }

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس{ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة }قال : يعني في زوال الدنيا وفنائها وإقبال الآخرة وبقائها .

وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى{ لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة }قال : يقول : لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة ، فتعرفون فضل الآخرة على الدنيا .

قوله تعالى{ ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح . . . }الآية

( أخرج احمد( المسند ح3002 ) ، والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما والنسائي( السنن-الوصايا ، باب ما للوصي من مال اليتيم 5/276 )والحاكم( المستدرك2/278 )عن ابن عباس قال : لما نزلت{ ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن }عزلوا أموال اليتامى حتى جعل الطعام يفسد واللحم ينتن فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت{ وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح }قال : فخالطوهم .

وهذا لفظ احمد . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، وحسنه الألباني في ( صحيح سنن النسائي ح 3430 )وحسنه احمد شاكر في تعليقه على المسند .

قوله تعالى{ ولو شاء الله لأعنتكم }

أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسند حسن عن ابن عباس{ ولو شاء الله لأعنتكم }يقول : لو شاء الله لأخرجكم فضيق عليكم ولكنه وسع ويسر فقال{ ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف }سورة النساء آية( 6 ) .