تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡأَحۡبَارِ وَٱلرُّهۡبَانِ لَيَأۡكُلُونَ أَمۡوَٰلَ ٱلنَّاسِ بِٱلۡبَٰطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۗ وَٱلَّذِينَ يَكۡنِزُونَ ٱلذَّهَبَ وَٱلۡفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٖ} (34)

{ بالباطل } جميع الوجوه المحرمة ، أو الرشا في الحكم . { يكنزون } الكنز الذي توعد عليه كل ما لم تؤدَّ زكاته مدفوناً أو غير مدفون ، أو ما زاد على أربعة آلاف درهم أُديت زكاته أو لم تؤدّ ، والأربعة آلاف فما دونها ليست بكنز ، قاله علي -رضي الله تعالى عنه- ، أو ما فضل من المال عن الحاجة ، ولما نزلت قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " تباً للذهب والفضة " ، فقال له عمر - رضي الله تعالى عنه - : إن أصحابك قد شق عليهم وقالوا فأي المال نتخذ ، فقال : " لسانا ذاكراً وقلباً شاكراً ، وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على دينه " ، مات رجل من أهل الصُّفة فوجد في مئزره دينار ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " كَيَّة " ومات آخر فوجد في مئزره ديناران ، فقال " كيَّتان " . والكنز في اللغة كل مجموع بعضه إلى بعض ظاهراً كان أو مدفوناً ، ومنه كنز التمر . { ولا ينفقونها } الكنوز ، أو الفضة اكتفى بذكر أحدهما ، قال :

إن شرخ الشباب والشعر الأسود *** ما لم يُعاصَ كان جنونا

ولم يقل : يعاصيا .