التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدۡرَهُۥ لِلۡإِسۡلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٖ مِّن رَّبِّهِۦۚ فَوَيۡلٞ لِّلۡقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ أُوْلَـٰٓئِكَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ} (22)

قوله : { أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ } الهمزة للإنكار ، وشرح الصدر جعله واسعا ، وهو استعارة عن قبول الإيمان والخير والهداية .

والمعنى : أفمن وسع الله صدره فجعله مستعدا لقبول الإسلام بفطرته السليمة كمن قسا قلبه ؟ ! أو كالناسي المعرض عن الخير والهدى ، أو كمن طبع على قلبه فقسا ؟ !

قوله : { فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ } القلوب القاسية هي الغليظة الكَزَّة التي لا تلين للذكرى ولا تخشع للآيات والعظات . وأولو القلوب القاسية غلاظ الطباع ، غُلْفُ القلوب لا يعتبرون ولا يدَّكِرون ولا تستجيب نفوسهم لهتاف الحق والخير . وهم إذا ذُكِر الله عندهم أو ذكرت آياته اشمأزت قلوبهم وتولوا جامحين مدبرين . وهذا الصنف من الناس قد طبع على قلبه فبات مسدودا أصم لا خير فيه ولا لين . فويل لهؤلاء من عذاب الله ونكاله .

قوله : { أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } الإشارة إلى الموصوفين بقساوة القلوب ؛ فهم غاوون سادرون في العماية والظلام .