التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

قوله : { وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ } أما ، حرف معناه التفصيل وفيه معنى الشرط{[4052]} فلقد هدى الله ثمود ؛ إذ بيَّن لهم الهداية والضلالة ، وذكر لهم الحق والصواب وحذرهم الشرك والباطل { فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } يراد بالعمى الكفر ، وبالهدى الإيمان ، فقد اختارت ثمود بضلالها وظلمها الكفر والمضي في طريق الشيطان حيث العصيان والشر ، وتنكبوا عن طريق الرحمن حيث السداد والرشاد والتوحيد { فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ } { الهون } بضم الهاء ، يعني الهوان أو المهانة ، أي أخذهم الله بالعذاب المهين فأهلكهم إهلاكا { بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } أي بسوء أفعالهم وجرائمهم من تكذيب نبيهم صالح وعقرهم الناقة التي جعلها الله لهم آية .


[4052]:البيان لابن الأنباري ج 2 ص 338