جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

{ وأما ثمود فهديناهم } : دللناهم على طريق الحق{[4412]} ، بلسان نبيهم صالح -عليه السلام { فاستحبوا العمى } : اختاروا الضلالة { على الهدى } ، وهذا لا ينافي كون الضلال بمشيئة الله تعالى ، وإنما ينافيه لو كان معنى هديناهم {[4413]} أردنا منهم الهدى { فأخذتهم صاعقة العذاب الهون } : صيحة ورجفة ؛ وهي الذل والهوان والإضافة إلى العذاب ووصفه بالهوان للمبالغة { بما كانوا يكسبون } : من القبائح


[4412]:وفي الوجيز بعد ما فسر الآية بما فسر به المصنف وهذا تفسير ظاهر موافق من غير تكلف لمذهب أهل السنة والجماعة.
[4413]:رد علي الزمخشري- عفا الله عنه- حيث قال: لو لم تكن في القرآن حجة على القدرية إلا هذا لكفى بها الحجة. سمى أهل السنة باسم المعتزلة وقد صار كالمثل في الاشتهار أن القدرية هم الذين لا يؤمنون بالقدر خيره وشره نسبة لمبالغتهم في نفيه/12منه.