الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

{ وأما وَأَمَّا ثَمُودُ } قرأ الأعمش ويحيى بن وثاب ، { ثَمُودُ } بالرفع والتنوين ، وكانا يجران ثموداً في القرآن كله إلاّ قوله :

{ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ } [ الإسراء : 59 ] ، فإنّهما كانا لا يجرانه هاهنا من أجل إنّه مكتوب في المصحف هاهنا بغير ألف ، وقرأ ابن أبي إسحاق { وَأَمَّا ثَمُودُ } منصوباً غير منون ، وقرأ الباقون مرفوعاً غير منون .

{ فَهَدَيْنَاهُمْ } دعوناهم وبيّنا لهم . { فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى } فاختاروا الكفر على الإيمان . { فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ } مهلكة . { الْعَذَابِ الْهُونِ } أي الهوان ، ومجازه : ذي هون . { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }