تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيۡنَٰهُمۡ فَٱسۡتَحَبُّواْ ٱلۡعَمَىٰ عَلَى ٱلۡهُدَىٰ فَأَخَذَتۡهُمۡ صَٰعِقَةُ ٱلۡعَذَابِ ٱلۡهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ} (17)

13

المفردات :

فهديناهم : بيّنا لهم طريق الهدى والحق بإرسال الرسل وبيان الحجج والأدلة .

فاستحبوا العمى على الهدى : فاختاروا الضلالة وتركوا الطريق المستقيم .

صاعقة : نار تنزل من السماء في رعد شديد ، ولا تصيب شيئا إلا أحرقته .

الهون : المخزي المذلّ المهين .

التفسير :

17- { وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون } .

أعطينا قبيلة ثمود العقول والإرادة والاختيار ، وأرسلنا إليهم رسول الله صالحا ، ومعه ناقة تسقيهم ، ومعها عدد من الآيات الدالة على صدق صالح ، فعقروا الناقة ، واختاروا الضلال والكفر ، والبعد عن رسولهم ، وعن هدايته ، فأرسل الله عليهم قارعة صاعقة مدمرة محرقة ، هي الصيحة والرجفة والذلّ والهوان بسبب تكذيبهم صالحا عليه السلام ، وعقْرهم للناقة ، ولقد كان العذاب مهلكا لأجسامهم ومذِلّا لنفوسهم ، بسبب عقر الناقة وتكذيب صالح وجحود الحقّ .

قال تعالى : { كذبت ثمود بطغواها * إذ انبعث أشقاها* فقال لهم رسول الله ناقة الله وسقياها * فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها* ولا يخاف عقباها } . ( الشمس : 11-15 ) .

/خ18