أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي  
{ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنبياء مكية وآيها مائة واثنتا عشرة آية .

{ بسم الله الرحمن الرحيم } { اقترب للناس حسابهم } بالإضافة إلى ما مضى أو ما عند الله لقوله تعالى { إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا } وقوله { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون } أو لأن كل ما هو آت قريب وإنما البعيد ما انقرض ومضى ، واللام صلة ل { اقترب } أو تأكيد للإضافة وأصله اقترب حساب الناس ثم اقترب للناس الحساب ثم اقترب للناس حسابهم ، وخص الناس بالكفار لتقييدهم بقوله : { وهم في غفلة } أي في غفلة عن الحساب . { معرضون } عن التفكر فيه وهما خبران للضمير ، ويجوز أن يكون الظرف حالا من المستكن في { معرضون } .