النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الأنبياء

مكية في قول جميعهم

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله عز وجل : { اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ } أي اقترب منهم ، وفيه قولان :

أحدهما : قرب وقت عذابهم ، يعني أهل مكة ، لأنهم استبطؤوا ما وُعِدوا به من العذاب تكذيباً ، فكان قتلهم يوم بدر ، قاله الضحاك .

الثاني : قرب وقت حسابهم وهو قيام الساعة .

وفي قربه وجهان :

أحدهما : لا بُد آت ، وكل آت قريب .

الثاني : لأن الزمان لكثرة ما مضى وقلة ما بقي قريب .

{ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : في غفلة بالدنيا معرضون عن الآخرة .

الثاني : في غفلة بالضلال ، معرضون عن الهدى .