أي أرشدنا ووفقنا . قال الأدفوي( هدى )أرشد كما قال جل ثناؤه ( وأهدنا إلى سواء الصراط ){[302]} .
و( هدى ) : بين . كما قال جل ثناؤه ( وأما ثمود فهديناهم ) {[303]} .
و ( هدى ) : بمعنى ألهم . كما قال تبارك اسمه ( الذي أعطى كل شئ خلقه ثم هدى ){[304]} . أي ألهمه مصلحته وقيل إتيان الأنثى .
و( هدى ) : بمعنى دعا . كما قال جل ثناؤه ( ولكل قوم هاد ){[305]} .
وأصل هذا كله : أرشد ، ويكون ( هدى ) : بمعنى وفق ومنه ( والله لا يهدي القوم الظالمين ){[306]} . لا
وقد علمنا الله تعالى كيفية الهداية إلى الصراط المستقيم بقوله تعالى ( ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ){[307]} .
قوله تعالى ( الصراط المستقيم )
وهو : دين الإسلام . وقد بين الله تعالى ذلك في قوله ( قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا اول المسلمين ){[308]} . فقد ذكر الله عز وجل ان الصراط المستقيم هو دين إبراهيم كما في الآية الأولى ثم بين أن هذا الدين هو الإسلام كما في الآية الثانية ، وقد ثبت هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الإمام احمد : ثنا الحسن بن سوار أبو العلاء ، ثنا ليث يعني : ابن سعد ، عن معاوية بن صالح ان عبد الرحمن بن جبير حدثه عن أبيه عن النواس بن سمعان الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فذكر حديثا طويلا والشاهد فيه : والصراط : الإسلام{[309]} .
وأخرجه الإمام احمد{[310]} أيضا والترمذي{[311]} وحسنه ، والنسائي{[312]} ، كلهم من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير به مختصرا ، وأخرجه الطبري{[313]} وابن أبي حاتم{[314]} والاجري{[315]} من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير به باختصار فذكروا الشاهد نفسه .
وذكره ابن كثير ثم قال : وهو إسناد حسن صحيح{[316]} . وصححه أيضا السيوطي{[317]} والألباني{[318]} . كما ثبت أيضا عن أبي العالية فيما اخرجه عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية{[319]} . وإسناده حسن .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.