التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيۡرِ عَمَدٖ تَرَوۡنَهَاۖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَ يُفَصِّلُ ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّكُم بِلِقَآءِ رَبِّكُمۡ تُوقِنُونَ} (2)

قوله تعالى { الله الذي رفع السّماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخّر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمّى يدبّر الأمر يفصّل الآيات لعلّكم بلقاء ربكم تُوقنون }

قال ابن كثير : يخبر الله تعالى عن كمال قدرته وعظيم سلطانه أنه الذي بإذنه وأمره رفع السموات بغير عمد ، بل بإذنه وأمره وتسخيره رفعها عن الأرض بعدا لا تنال ولا تدرك مداها ، فالسماء الدنيا محيطة بجميع الأرض وما حولها من الماء والهواء من جميع نواحيها وجهاتها وأرجائها ، مرتفعة عليها من كل جانب على السواء ، وبعد ما بينها وبين الأرض من كل ناحية مسيرة خمسمائة عام ، وسمكها في نفسها مسيرة خمسمائة عام ، ثم السماء الثانية محيطة بالسماء الدنيا وما حوت ، وبينها وبينها من البعد مسيرة خمسمائة عام ، وسمكها خمسمائة عام ثم السماء الثالثة محيطة بالثانية ، بما فيها ، وبينها وبينها خمسمائة عام وسمكها خمسمائة عام وكذا الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة ، كما قال تعالى : { الله الذي خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما } . وفي الحديث : " ما السموات السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة والكرسي في العرش كتلك الحلقة في تلك الفلاة " .

وانظر سورة البقرة آية( 29 ) وتفسيرها .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قوله : { بغير عمد ترونها } قال : رفعها بغير عمد .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } قال : الدنيا -أي فناء الدنيا- .

قال ابن كثير : وقوله { وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى } قيل : المراد أنهما يجريان إلى انقطاعهما بقيام الساعة ، كقوله تعالى : { والشمس تجري لمستقر لها } .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد : { يدبر الأمر } يقضيه وحده .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة : { لعلكم بلقاء ربكم توقنون } ، وإن الله تبارك وتعالى إنما أنزل كتابه وأرسل رسله ، لنؤمن بوعده ، ونستيقن بلقائه .