التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهۡرِ ٱلۡحَرَامِ قِتَالٖ فِيهِۖ قُلۡ قِتَالٞ فِيهِ كَبِيرٞۚ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفۡرُۢ بِهِۦ وَٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ وَإِخۡرَاجُ أَهۡلِهِۦ مِنۡهُ أَكۡبَرُ عِندَ ٱللَّهِۚ وَٱلۡفِتۡنَةُ أَكۡبَرُ مِنَ ٱلۡقَتۡلِۗ وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ فَأُوْلَـٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ وَأُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ} (217)

قوله تعالى{ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به . . . }

أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن جندب بن عبد الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح أو عبيدة بن الحارث ، فلما ذهب ينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجلس . فبعث عليهم مكانه عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره الا يقرأ الكتاب حتى يبلغ مكان كذا وكذا ، فقال : " لاتكرهن أحدا على السير معك من أصحابك " . فلما قرأ الكتاب ، استرجع ، وقال : سمعا وطاعة لله ولرسوله . فخبرهم الخبر وقرأ عليهم الكتاب ، فرجع رجلان ومضى بقيتهم ، فلقوا ابن الحضرمي فقتلوه . ولم يدروا ان ذلك اليوم من رجب او جمادى ؟ فقال المشركون للمسلمين : قتلتم في الشهر الحرام ، فأنزل الله تعالى{ يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير }الآية .

أخرجه البيهقي في( السنن الكبرى9/11 ) ، وحسنه الحافظ ابن حجر( العجاب في بيان الأسباب ق87 ب )وصححه السيوطي في الدر المنثور .

قوله تعالى{ والمسجد الحرام وإخراج أهله منه اكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقسم مولى ابن عباس قوله{ والمسجد الحرام }يقول : وصد عن المسجد الحرام .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة{ وإخراج أهله منه }قال : إخراج محمد وأصحابه من مكة أكبر عند الله من القتال في الشهر الحرام .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده المتقدم عن جندب بن عبد الله قوله{ والفتنة اكبر من القتل }قال : في الشرك .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة{ وإخراج أهله منه اكبر عند الله }من ذلك ثم عير المشركين بأعمالهم أعمال السوء فقال{ والفتنة اكبر من القتل . } أي الشرك بالله أكبر من القتل .

قوله تعالى{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم عن استطاعوا ومن يرتدد عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا }لم يبين هنا هل استطاعوا ذلك اولا ؟ ولكنه بين في كوضع آخر انهم لم يستطيعوا ، وأنهم حصل لهم اليأس من رد المؤمنين عن دينهم ، وهو قوله تعالى{ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم }الآية . . وبين في مواضع أخر انه مظهر دين الإسلام على كل دين كقوله في براءة ، والصف ، والفتح{ وهو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله }

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن عروة بن الزبير{ ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم عن استطاعوا }أي هم مقيمون على أخبث ذلك وأعظمه غير تائبين ولا نازعين .

أخرج آدم بسنده الحسن عن محمد بن كعب قوله{ ومن يرتدد منكم عن دينه }قال : من يرتد عن الحق .